الأحد، 25 ديسمبر 2011

حرية الاعلام في ظل الأنظمة الشمولية


الأنظمة الشمولية تخاف من الحرية الاعلامية ، لان هذه الحرية مناقضة في جوهرها
لطبيعة هذه الأنظمة الاستبدادية ، التي لاتقبل الجدال في إختياراتها السياسية
والاقتصادية والاجتماعية ، وتحرص وعبر صحافتها الموجه على تطبيق صورة
وردية عن حياة شعوبها . لقد رأينا كيف أنه وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وإنهيار
االمعسكر الشيوعي بأروبا الشرقية ، مجموعة من الحقائق التي كانت موضوع تزييف
من طرف الاعلام الموجه في هذه الدول ، التي تمس كل الجوانب في حياة هذه الشعوب .
وما ينطبق على هذه الدول ، نجد له أكثر من مثيل ، عندنا في العالم العربي ، وهذا ما يسفر
الاعتقالات والمحاكمات التي طالت وتطال مجموعة من الاعلاميين في العالم العربي . لانهم
مطالبون بإحترام ً خطوط حمراء ً لايمكن لرجل الاعلام تجاوزها ، لانها تعتبر ً مقدساتً .
الاعلاميون في النظم الشمولية ، مجرد موظفون ، لاقدرة لهم على الجهر بحقائق ، تعتبرها
هذه النظم مسا بأمنها الداخلي والخارجي ، وتوجيهات الزعيم أو القائد أو المرشد ، لامجال للخوض والجدال فيها ، فهي ً عين الحقيقة ً والحاكم والمقربين منه هم أدرى بمصلحة
شعبهم !
الانظمة الشمولية وفي سياق خوفها من الاعلام الحر ، لم تكتف بوسائل الرقابة والقمع
ً المتعارف عليها ً في الميدان الاعلامي ، بل إبتدعت أساليب جديدة لتمويه شعوبها ، بأن هناك ً حرية إعلامية ً وهكذا أصبحنا أمام تعددية إعلامية ، مرئية ومسموعة وإلكترونية
ومكتوبة ، لكن تعددية مظهرية ويحكمها خط تحريري واحد ،وتحت مسميات مختلفة !
إن السؤوال المطروح مع بداية الالفية الثانية ، وما يشهدها العالم الآن من طفرة
كبيرة في تكنولوجية الاعلام والتواصل ، ماذا يجدي خوف الأنظمة الشمولية من الاعلام
الحر بعد ظهور الأنترنيت والقنوات الفضائية وحتى الهاتف النقال ، الذي يكفي ولوحده
فقط نقل الخبر بالصورة والصوت ، سواء كان هذا الخبر سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا
ألم نشاهد إحتجاجات وإعتصمامات وتصريحات لمعارضين عبر شبكة الانترنيت ، وسيلة
إتصالهم الوحيدة بالعالم ، هاتف نقال !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق