الأحد، 25 ديسمبر 2011

من الكاتب بويكيبيديا كارثيك نادر
في اليوم الذي وقع به هجوم إرهابي في قلب مدينتي، غيرت ويكيبيديا حياتي.
احتلت تفجيرات مومباي عام 2011 العناوين الدولية، ولكن في اللحظة التي حدثت بها الأزمة، لم تكن هناك معلومات واضحة حول الحدث. كنت أعلم أنه من الممكن ألا أكون الوحيد الذي يبحث عن أجوبة. لهذا خرجت لالتقاط الصور، ورفعت خريطة قمت بتجميعها، وتأكدت من أن مقالة ويكيبيديا حول الحادث ستساعد الناس في معرفة ماذا يجري.
منذ ذلك الحين، أجريت آلاف التعديلات على مقالات ويكيبيديا. أظهرت تجربتي في ذلك اليوم في ويكيبيديا مدى شغفي بالتصوير الصحافي، ولقد اتبعت هذا الطريق منذ ذلك الحين.
شعرت بالامتنان لويكيبيديا، وعندما علمت كيف يمكن لها أن تظل على الإنترنت، تبرعت بمبلغ 250 روبية قيامًا بواجبي. هل ستتبرع لتُبقي من هذا المصدر الثمين متاحًا في جميع أنحاء العالم؟
تمكننا ويكيبيديا من المشاركة مع العالم. وعن طريق 470 مليون زائر مختلف شهريًا، تحقق ويكيبيديا ثورة في طريقة استقاءنا ونشرنا للمعلومات - بل تقدمها أحيانًا لحظة وقوع الأحداث.
وتقوم ويكيبيديا بكل ذلك مجانًا - وبدون إعلانات، بأقل من 1000 خادم وأقل من 100 موظف.
هذا مذهل. فقط انظر إلى جوجل أو فيسبوك. لديهم مئات الآلاف من الخوادم وعشرات الآلاف من الموظفين.
ليس عجيب إذا أن تكون ويكيبيديا الموقع الخامس الأكثر شعبية وزيارة من غيرها على الإنترنت. وليس عجيب أيضًا حاجتهم في كل عام إلى دعم الناس مثلي ومثلك.
هل لك أن تضع 5 دولارات، أو 20 دولارًا، أو 50 دولارًا، أو ما تعتقد أنه يساوي قيمة ويكيبيديا بالنسبة إليك؟
شكرًا،
كارثيك نادر
كاتب بويكيبيديا
حرية الاعلام في ظل الأنظمة الشمولية


الأنظمة الشمولية تخاف من الحرية الاعلامية ، لان هذه الحرية مناقضة في جوهرها
لطبيعة هذه الأنظمة الاستبدادية ، التي لاتقبل الجدال في إختياراتها السياسية
والاقتصادية والاجتماعية ، وتحرص وعبر صحافتها الموجه على تطبيق صورة
وردية عن حياة شعوبها . لقد رأينا كيف أنه وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وإنهيار
االمعسكر الشيوعي بأروبا الشرقية ، مجموعة من الحقائق التي كانت موضوع تزييف
من طرف الاعلام الموجه في هذه الدول ، التي تمس كل الجوانب في حياة هذه الشعوب .
وما ينطبق على هذه الدول ، نجد له أكثر من مثيل ، عندنا في العالم العربي ، وهذا ما يسفر
الاعتقالات والمحاكمات التي طالت وتطال مجموعة من الاعلاميين في العالم العربي . لانهم
مطالبون بإحترام ً خطوط حمراء ً لايمكن لرجل الاعلام تجاوزها ، لانها تعتبر ً مقدساتً .
الاعلاميون في النظم الشمولية ، مجرد موظفون ، لاقدرة لهم على الجهر بحقائق ، تعتبرها
هذه النظم مسا بأمنها الداخلي والخارجي ، وتوجيهات الزعيم أو القائد أو المرشد ، لامجال للخوض والجدال فيها ، فهي ً عين الحقيقة ً والحاكم والمقربين منه هم أدرى بمصلحة
شعبهم !
الانظمة الشمولية وفي سياق خوفها من الاعلام الحر ، لم تكتف بوسائل الرقابة والقمع
ً المتعارف عليها ً في الميدان الاعلامي ، بل إبتدعت أساليب جديدة لتمويه شعوبها ، بأن هناك ً حرية إعلامية ً وهكذا أصبحنا أمام تعددية إعلامية ، مرئية ومسموعة وإلكترونية
ومكتوبة ، لكن تعددية مظهرية ويحكمها خط تحريري واحد ،وتحت مسميات مختلفة !
إن السؤوال المطروح مع بداية الالفية الثانية ، وما يشهدها العالم الآن من طفرة
كبيرة في تكنولوجية الاعلام والتواصل ، ماذا يجدي خوف الأنظمة الشمولية من الاعلام
الحر بعد ظهور الأنترنيت والقنوات الفضائية وحتى الهاتف النقال ، الذي يكفي ولوحده
فقط نقل الخبر بالصورة والصوت ، سواء كان هذا الخبر سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا
ألم نشاهد إحتجاجات وإعتصمامات وتصريحات لمعارضين عبر شبكة الانترنيت ، وسيلة
إتصالهم الوحيدة بالعالم ، هاتف نقال !.